الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
أطلق العلم الحديث مسميان مختلفين وهما الانقسام التضاعفي والانقسام الاختزالي الثاني لوصف حدث واحد تتضاعف فيه أي خليه إلى خليتين بدون تحسين وراثي. بينما أطلق الله عليهما القرآن مسمى واحد وهو {خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ} لكونهما نوع واحد.3- خلق وتصوير الذرية من النطفة في الأرحام:تتميز هذه المرحلة بحدثين مهمين:الحدث الأول: تضاعف عدد خلايا النطفة وتطورها خلقا من بعد خلق:تنقسم النطفة ذات ال 46 كروموسوم في الأرحام بهدف تضاعف عدد خلاياها من واحده إلى اثنتين فأربع فثمانيه ويستمر التضاعف طوال الحمل حتى تتكون بلايين الخلايا (صوره 11). ومع كل انقسام تتحول النطفة إلى خلق جديد يختلف عما قبله وعما بعده أي أنها تتغير خلقا من بعد خلق (صوره 12) مع العلم بأن التركيب الوراثي للخلايا الناتجة من الانقسام المستمر في النطفة ثابت لا يتغير (أى بدون تحسين). ويحدث هذا التضاعف في النطفة بنفس الكيفية التي تتضاعف بها الخلايا الجنسية في الأصلاب أي بالانقسام التضاعفي أو الميتوزى (Mitosis)، ومع كل انقسام ينشطر كل كروموسوم إلى نصفين ثم تنقسم الخلية إلى خليتين كل منهما تحتوى على ستة وأربعين نصف كروموسوم ثم يحدث تصوير لأنصاف الكروموسومات لتكوين كروموسومات كاملة (صوره 13).صوره 12. تطور النطفة {خلقا من بعد خلق}.(صوره 11. تطور النطفة بالتضاعف).الحدث الثاني: مرحلة التخليق في الرحم:وذلك من خلال تمايز خلايا النطفة إلى أعضاء مع تصنيع البروتين الازم لتصنيع تلك الأعضاء ثم تركيبها في أماكنها الخاصة بها. ولأن الكلام عن هذه المرحلة يطول فسوف أؤجله للبحث القادم بإذن الله.وصف القرآن لخلق وتصوير الذرية في الأرحام (تطور النطفة).لكي نصف مرحلة تضاعف عدد خلايا النطفة نحتاج الكلمات الآتية:أ- الخلق ثم التصوير لوصف انقسام خلايا النطفة وتضاعفها.ب- عدم ذكر لفظة التحسين مع التصوير لأن التركيب الوراثي للخلايا الناتجة من الانقسام المستمر في النطفة ثابت لا يتغير.ت- كل انقسام في النطفة ينقلها إلى خلقه جديدة مختلفة عن الخلقة السابقة في التركيب.ث- الخلق في الفعل المضارع المستمر لأنه ممتد طوال فترة الحمل.هذه الكلمات نجدها في آيتين من كتاب الله.الأولى: {خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ} الأعراف 11.لوصف تضاعف النطفة بالانقسام الميتوزى وبدون تحسين وراثى (صوره 13).الثانية: {يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ} الزمر6.يخلقكم بالمضارع المستمر لتصف الزيادة المستمرة في النطفة وتغيرها خلقا من بعد خلق (صوره 11، 12). وأثناء تطور النطفة خلقا من بعد خلق تتميز عند مراحل معينه لتعطى الأطوار {ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ الله أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} المؤمنون14، فالأطوار ما هي إلا مراحل معينه في {خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ}.العلاقة بين الخلق والتصوير في الأصلاب وفي الأرحام.مما سبق يتضح لنا أن آية: {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ} 11 الأعراف، تصف الانقسام التضاعفي للخلايا الجنسية في الأصلاب كما تصف الانقسام التضاعفي لخلايا النطفة في الأرحام. أي أنها تصف خلق الذرية في الأصلاب وفي الأرحام كما وصفت أيضا خلق وتصوير آدم وحواء. وعليه فكما قلت من قبل فان أصح الأقوال في تفسير هذه الآية هو ما ذهب إليه القرطبي من الجمع بين أقوال السلف الصالح للوصول إلى حل لغز هذه الآية مع التذكير بأن الله يحكى لنا في هذه الآية أنه أتم خلق وتصوير آدم وحواء وأمشاج الذرية في الأصلاب وأنه أنه وضع في الأمشاج التقدير الوراثي لخلق وتصوير الذرية في الأرحام ثم قال للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا.وبهذا التفسير يتبين لنا أن الله هو صاحب العلم المطلق والأقدر على وصف خلق وتصوير الإنسان من العلم الحديث، ويتأكد لنا الإعجاز اللغوي والبياني للقرآن والسنة من خلال وصف الحامض النووي والتقدير الوراثي بكلمتين معجزتين هما الخلق والتصوير.
.المقترحات المبنية على البحث: 1. إعادة تسمية الدورة الخلوية من القرآن والسنة:إن أبرز ما يميز الدورة الخلوية هو حدوث انقسام للخلايا مع نسخ للحامض النووي. وقد عبر القرآن عن كلمة الانقسام بكلمة الخلق وعن كلمة النسخ بكلمة التصوير. وقد رأينا كيف أن كلمتى الخلق والتصوير أدق من كلمتى الانقسام والنسخ ولذا فاننى أقترح إعادة تسمية الدورة الخلوية بالمصطلحات الإسلامية الدقسقة فتسمى بدورة الخلق والتصوير. كما أقترح استبدال مسمى الانقسام الميتوزى بمصطلح (الخلق ثم التصوير) واستبدال الانقسام الميوزى بمصطلح (الخلق والتصوير التحسيني). وأرجو أن يتم تعديل هذه المصطلحات في كتب الهندسة الوراثية التي تدرس للمسلمين مع السعي في محاولة إقناع العالم الغربي بصحة المصطلحات الإسلامية عن مصطلحاتهم الوضعية.2. وضع ترجمة صحيحة لكلمة التصوير في التراجم الأجنبية للقرآن الكريم:الكلمة المستخدمة في اللغة الانجليزية كترجمة للتصوير هي (enshape) وهذه الكلمة تعنى التشكيل والشكل الخارجي ولا يمكن أن تدل على تصوير شيء من شيء (بمعنى وجود أصل وصورة) ولذا فاننى أقترح تعميم استخدام كلمة (Image) والتي تعنى تصوير شيء من شيء كما تشير إلى ذلك قواميس اللغة الانجليزية.الخاتمة:لا يسعني في نهاية هذا البحث إلا أن أرجو الله العلى القدير أن يجعل هذا البحث سببا في هداية الكثير من القلوب التي تاهت عن معرفة ربها فصارت تعبد آلهة من دونه لا يخلقون شيئا وهم يخلقون وتركوا عبادة الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لا شريك له ولا ولد الذي خلقهم ورزقهم ودبر كل أمرهم وصدق الله إذ يقول (واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا) 3 الفرقان. ولكن الإنسان كثيرا ما ينسى الخالق ويدين بالفضل لسواه (خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين)4 النحل. ولأن القرآن نزل لهداية الناس كافه فقد خاطب العقول بأساليب شتى تتلاءم مع الكم العلمي لكل شخص فتارة تكون بسيطة لكي يفهمها العامة من الناس بعلمهم البسيط وتارة تكون ذات أساليب علميه معجزه تحتاج إلى البحث العلمي لمعرفة أسرارها. وحيث أن الكثير من أهل هذا الزمان صاروا لا يؤمنون إلا بالمادة فقد خاطب القرآن عقولهم بأسرار من العلوم الحديثة التي أثبتوها بعد جهد مضني ليفاجئوا بأن القرآن قد سبقهم بعدة قرون من الزمان إلى ذكر هذه الأسرار العلمية في وقت كان يستحيل فيه اكتشاف هذه الأسرار بعقول البشر ليثبت لهم أن هذه الآيات الجلية لا يمكن أن تكون بأي حال من الأحوال من كلام البشر وصدق الله إذ يقول (سنريهم آياتنا في الأفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق)53 فصلت. فآيات الله كثيرة وما يعقلها إلا العالمون (ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدى إلى صراط العزيز الحميد)6 سبأ.ربنا تقبل منا أنك أنت السميع العليم وتب علينا أنك أنت التواب الرحيم. هذا وما كان من توفيق فمن الله وحده وما كان من خطأ أو نسيان فمنى ومن الشيطان والله ورسوله منه براء وأرجو الله العظيم أن يتقبل منى هذا العمل القليل وأن يجعله في ميزان حسناتي يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم. وإذا صح فهمي في هذا البحث فيمكن بعد ذلك مناقشة الأبحاث الآتية والتي تعتمد كلها على أن الخلق غير التصوير وعلى أن المقصود بالتصوير هو التصوير الوراثي وليس الشكل الخارجي:1. كيفية التقدير الوراثي في النطفة.2. كيفية خلق وتصوير الذرية في الأرحام.3. كيفية خلق عيسى في مريم ونفى إلوهية المسيح باتفاق القرآن والإنجيل.4. إثبات النشأة والاختلاف مع بيان بطلان نظرية التطور عند كل من دارون وشاهين.5. هل كان آدم طوله ستون ذراعا في السماء وما هي الطفرة الجينية التي أدت إلى نقصان.الطول في الجنس البشرى؟6. إثبات البنوة باستخدام الحامض النووي في القرآن والسنة.7. متى يعد الإجهاض قتلا للنفس وما هي أنسب وسيله لمنع الحمل؟8. تحدى الله لعلماء الهندسة الوراثية في باب الخلق وباب الخلد.9. كيف يتعرف الجسم على شقيه الأيمن والأيسر؟ بحيث لا تتبدل الأعضاء اليمنى مع الأعضاء اليسرى إلا في حالات نادرة جدا كأن يذهب القلب إلى اليمين أو الكبد إلى اليسار. اهـ..بحث: استنساخ الإنسان والحيوان ضجة مفتعلة وأكذوبة كبيرة وإفساد عظيم: بقلم: عبدالرحمن بن عبدالخالق..ضجة مفتعلة [حول الاستنساخ]: الضجة الكبرى التي تعم العالم وتقول إن بعض علماء الأحياء قد استطاعوا أن يخلقوا (يستنسخوا) شاة من شاة أخرى، وأن الطريق قد أصبح مهيئًا لاستنساخ الحيوان بعضه من بعض دون الحاجة إلى اجتماع الذكر والأنثى، وأن الطريق قد أصبح مهيأ لاستنساخ البشر حسب الطلب، دونما حاجة إلى ماء الرجل وبويضة المرأة، ضجة كبيرة تقوم على أكذوبة كبرى، وتغرير ظاهر..حقيقة الأمر [في الاستنساخ]: فحقيقة الأمر هو أن علماء الأحياء هؤلاء عبثوا ببويضة ملقحة وانتزعوا منها (النواة) وحقنوها بخلية حية من شاة أخرى، أن الذي حدث بعد ذلك في ظن فاعليه هو انقسام هذه الخلية الحية، ونشأة الجنين منها، وتخلق الشاة من هذه الخلية، وقد كانت التجربة بتفصيل أكثر كما يلي:1) تم الحصول على بويضة من الشاة واستخرجت منها النواة.2) تم الحصول على خلية عادية من شاة أخرى، واستخرجت منها النواة.3) تم وضع نواة الخلية العادية في البويضة.4) وضعت البويضة في رحم الأم فتم تكاثرها إلى أن أنجبت الأم شاة.وهذه العملية قد تمت بعد إجراء نحوًا من ثلاثمائة عملية دمج للحمض النووي المأخوذ من خلايا ضرع مع بويضات نعاج مخصبة، وكلها قد فشلت وربما انتجت (مسوخًا) لم يعلن عنها.يقول د. عبدالخالق محمد: إن استنساخ خلايا آدمية بالغة باستخدام التقنية الآنف ذكرها، لا يزال مستحيلًا حتى الآن، والمحاولات المتكررة والصعبة لاستنساخ خلايا ثديية بالغة باءت جميعها بالفشل، وهي في مهدها، وفي الحالات القليلة الناجحة، كانت النتيجة مخلوقات مشوهة تشوهًا بالغًا، وغير مقبول إلى أن ظهر الدكتور ويلموت وزملاؤه علينا بمقالهم الشهير في مجلة Nature يعلنون فيه نجاح محاولتهم مع الخلايا الحيوانية البالغة وعنوان نجاحهم النعجة دوللي.إلا أن أحدا لا يعرف بعد، ما إذا كان النجاح في دوللي مجرد نتيجة لحدوث عطل جنيني مؤقت في الخلايا البالغة التي أجريت عليها التجربة، وفي لحظة التجربة ولأنه لم يسبق لأحد أن استطاع استئناس الحمض الجزئي في خلايا البويضة، بمعنى أن الحمض الجزئي، وكما يعتقد عدد من العلماء لابد له حتى يتفاعل في خلايا البويضة من أن يشعر أنه في بيته، وكيف يتم ذلك؟ لا أحد يعرف بعد.الطريق الثاني للإستنساخ:وأما الطريق الثاني الذي اتبعه هؤلاء العلماء في الاستنساخ هو طريق التوائم، وذلك أن الإنسان في البداية خلية واحدة تنقسم بعد ذلك إلى خليتيين ثم إلى أربع خلايا وهكذا.ثم يكون مضغة (كتلة جنينية بمقدار ما يمضغة الإنسان) ثم تحول هذه الكتلة في عمل تخصصي لكل منها فخلايا تذهب تكون اللحم، وأخرى إلى الجلد، وأخرى إلى العظام... إلخ.وقد تمكن العلماء من فصل الخلية التي نتجت عن انقسام الخلية الأم إلى اثنتين وعزلهما وذلك المحيط بالخليتين المنقسمتين وعزل كل خلية منقسمة عن الأخرى وإعادة إغلاق الفتح الذي تم بغشاء صناعي مكون من مادة هلامية لتكون لكل خلية غشاء كامل يحيط بها يمكنها بعد ذلك من الانقسام هي الأخرى بطريقة طبيعية لخليتين جديدتين ويمكن أيضا عمل فتح بهما وعزلهما عن بعضهما وإعادة إغلاق هذا الغشاء الذي عمل فيه الفتح بنفس المادة الهلامية، وهي نفس طريقة تكوين التوائم في بداية الحل حيث تنقسم الخلية المخصبة (البويضة المتحدة مع الحيوان المنوي) لتعطي طفلين.وإذا تم حفظ هذه النسخ (التوائم) مجمدة، ولم يسمح لها بالتكاثر لفترة من الزمن ثم غرست في الأرحام، وتخلقت فإنه يمكن الحصول على نسخ متعددة بمواصفات الخلية الأولى.وكالعادة في كل كشف أو إعلان عن شيء جديد يتسابق الذين يسارعون في الكفر في التأييد والتشجيع، ونسج الأحلام. فما كان يعلن هذا الأمر إلا وانبرى من تضيق صدورهم بحقيقة أن الله {خالق كل شيء} من الانتفاش والظن أن الإنسان سينزع من الله صفة الخلق، وأن البشر سيخلقون غدًا بمواصفات حسب الطلب، والأنعام سيكون حسب القياس الهندسي!! ومنهم من سارع إلى وجوب استنساخ الفراعنة وملكات الجمال... إلخ.وهذه الضجة تشبه ما قام من ضجة بعد إعلان داروين عن نظريته في الخلق، وزعم أن التطور كان من الخلية الأولى إلى الإنسان... ثم عاش البشر في هذا الوهم سنين طوالًا، وكفروا بالخالق ثم اكتشفوا أن زعم داروين باطل ومثله اكتشاف انفجار سديمي في الكون وبعده جاء الزعم أننا اكتشفنا بداية الخلق، وأن هذا يفسر نشأة الكون... إلخ..استنساخ الحيوان مستحيل: استنساخ الحيوان من جزء منه غير البويضة الملقحة أمر مستحيل: وهذا العبث في الأجنة بشقيه الآنفين ليس خلقًا ولا استحداثًا للإنسان أو الحيوان، ولن يكون شأن الإنسان والحيوان شأن النبات يتكاثر بجزء من أغصانه أو نسيجه أو براعمه لأن شأن الحيوان آخر.وعندما يشاء الله خلق إنسان أو حيوان فإن البويضة الملقحة وحدها هي التي تنقسم فيها الخلايا إلى مجموعات عاملة وكل مجموعة تعرف طريقها ومكانها فالخلايا التي تكون المخ والأعصاب تأخذ طريقها والخلايا التي تكون العظام كذلك والخلايا التي تكون الشعر كذلك... ولا يعرف البشر إلى يومنا هذا ولن يعرفوا قط لماذا تتصرف الخلايا هكذا؟! ولماذا لا تذهب الخلايا التي تكون العين ليكون موقعها عند الأقدام مثلًا والخلايا التي تكوِّن الكبد ليكون موقعها في الدماغ، والخلايا التي تكوِّن مخ الإنسان ليكون موقعها عند مقعدته، وليس في تجويف رأسه!!وهذا الإنقسام والتحول من حال إلى حال في المخلوق إنما هو من صنع الله وحده {هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء} وهو الذي ينتقل بهذا الخلق من طور إلى طور قال تعالى: {ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظامًا فكسونا العظام لحمًا ثم أنشأناه خلقًا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين}.وقد امتن الله علينا بهذا الخلق في آيات كثيرة وبين أن هذا من دلائل قدرته وحده سبحانه وتعالى، وأن الذي خلق الإنسان على هذا النحو قادر على إعادته قال جل وعلا: {يا أيا الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلًا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئًا وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور}.
|